كاتب

كاتب

الخميس، 28 أبريل 2016

( أصل الحكاية ) *** بقلم /هانى السيد

( أصل الحكاية )


كنت قاعد معايا
عبده محسن و عبد الرحيم
أبن جار أحمد زناتى
اللى زارع فدانين
واللى كان دايما"يوماتى
يصحى بدرى زى باقى الفلاحين
واللى كان غايب ومش قاعد معانا
هو يبقى الواد أمين
عنده طالعة ع المراكب بالشبك
لجل يصطاد السمك
زى باقى الصيادين
اللى عايشين ف البحور
والعمر ضايع منهم
واللى شاربين الكاسات
مر ماشى ف دمهم
كاس يبكى 
وكاس يحزن
وكاس يكفن صاحيين

وأحنا يومها كنا قاعدين سهرانين
قلنا يعنى نغنى حبة
زى باقى المطربين
واللى كان بيغنى فينا
عبده محسن
كان يغنى وكان يلحن
وصوته أحسن من عبد الحليم
كان يغنى لنا لنجاة
وسعات يغنى لنا لفؤاد
وكان يغنى لنا لحكيم

رد قال عبد الرحيم
غنى حبة يا عبده محسن
سمعنا أحسن طرب
رد عبده.. وقالوا أغنى
أغنى أزاى.. 
مانتش شايف العرب
قالوا أغنى يا سيدنا
مانتش شايف خيبتنا
ف كل دول المسلمين
واللى ما يشوفش من الغربال يا عبده
دة يبقى أعمى
وأحنا نحمد ربنا 
أن أحنا لسة عايشين ف نعمة
وأنى لسه الأرض ثابتة
وأحنا فوقها وموجودين

مش زى أرض وناسها فوقها
والغلابة ..للديابة
نشفوا الدم ف عروقها
دخلوا بخطة جهنمية
وأستوطنوا م المغربية
والقضية..هى..هى
وحلها...
أن أحنا نبقى متوحدين

بس أحنا أصلا".مية.مية
مات رصاص البندقية
وف سكوتنا..يعنى موتنا
وف كلامنا..يعنى سمنى
كلام مدهون بذبدة..
يطلع النهار يسيح
والديك السفاح يصيح
وينقر..شبر..شبر
والجريح يصرخ ..ومضطر
واللى شايف..واللى سامع
الودان من طين عجين

ناس خلاص عايشين ف بيتهم
والديابة قليبتهم
م الصغير ..للكبير
واللى كان فيهم غنى
أصبح فقير
والفقير هو الفقير
بس زاد الطاق طاقيين

يبقى قولى أزاى حغنى
واللى منك واللى منى
كله عايش ف الجحيم
رد قال عبد الرحيم
عندك حق يا عبده محسن
أزاى تغنى وأحنا نسمع
دة الكلام اللى أنت قولتوا
خلى كل العنيين تدمع
والسهرة قلبت مجزنة
رديت أنا
قولت اللى قالوا عم عبده
دة شىء قليل
لسه الجى كلام تقيل
شوف اللى كان صاحب مكان..
عنده الأوتيل
أصبح خلاص 
مالوش مكان جوة بيته
ماشى فوق أرضه..وترابه
بس حاسس أنه منفى
وأنه يرجع يوم لأرضه
الرجوع شىء مستحيل
واللى ماشى ف كل شبر..ماعدش سر
هو دم عمال يسيل

دم متنتور
بيتكلم..ويبنطق
بس مين شاطر ويلحق
والا مين يقدر يقول
الكلام يمحى السكوت
والسكوت أصلا" موجود
والكلام مات ف الكشكول
وأدفن مابين سطرين

والعباد أحساسها مات
وأكتفت بالفرجة
وف دهشة وذهول
فيلم سيما
بس مليان بالأحزان
والكوميديا ف فيلم تانى
بس مليان بالأنين

ف الوقت دة
طب فجاءة علينا مين 
الواد جلال..بدأ السؤال
قال
شوفتوا خال أحمد 
وجار الست نرجس
اللى قاعدة تمللى
تقرص ف العجين
وأما تخبز يوم رغيف مش خفيف
لأ محمل حبتين
واللى كان قاعد وساكت
واخد الجنب اللمين
بعد ماطب علينا فجاءة
وأحنا يعنى ماشوفناهوش
عشان ف الكلام مندمجين
هو يبقى الواد أمين

رد قال الواد أمين
الخال دة يبقى من الكبار
ودمه حامى ..وتمللى يسخن
رد قال عبده محسن
مالوا يعنى 
لسه عايش والا مات زى اللى فات
رد قال الواد جلال
لسه عايش والصحة عال
وزى البمب..وزى الورد
دة حتى قاللى أن السد
فاضلوا شهر ويتبنى
ودة شىء تمللى يهمنى
وياريته سد وتبقى خلصت
دة خراب ونكسة
وكلام بجد 
دة هو سد..واتنين وخمسة
ولما يطلع ويرتفع
راح تقع فوق راينا كارثة
والمية تصبح حصتين

عبد الرحيم ماعجبوش الكلام
نط قام..خبط الطبق
وقال بغيظ
لما السدود دى هتتبنى
حكومتنا فين
قش وورق
اللى طالع واللى نازل
واللى قاعد ف مفاوضات
هو راح هناك يجامل
والا حيحل القضية
قبل مايفوت المعاد
وساعتها لو فات المعاد
هنبقى من احلى البلاد
حنعيش سنين
قطران وطين
ويمكن نموت عطشاتين

رديت أنا بكلمتين
انشا الله حتى مانلقى مية
والا حتى نحل القضية
ولما نعطش نبقى نشرب من أثيوبيا
حبة مية....وحبة ثوبيا
رد قال عبد الرحيم
الفجر شقشق..شق الجبين
قوموا يالا مروحيين


بقلم /هانى السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق