كاتب

كاتب

الخميس، 28 أبريل 2016

قصة قصيرة ( يوميــــات ) ** سيد عبدالعال سيد

قصة قصيرة
( يوميــــات )
عند شروق الشمس التى ترسل أشعتها إلى غرفة النوم.. فتستيقظ صبريه مع أول ضوء .. تفتح النافذة الزجاجية ترى عربية عم سعيد محملة بعيدان القصب.. أم بدر تشعل كومة من القش لكى تدفئ مولود الجاموسة (البطش).. قالت ألف مبروك.. الله يبارك فيك.. عقبال عندك .. يزعق من تحت البطانية.. اقفلى دلفة الشباك ياباردة.. لم تسمع شيئاً.. ظلت واقفة إلى أن قام من على السرير.. مغلقاً الدلفة بقوة..فانشرخت .. راح يثرثر بكلمات.. تتمشى إلى غرفة المطبخ فى عراك مع أنفاسها .. كى تحضر كوباً من الشاى.. حاولت أن تفتح جهاز الراديو ثم تضبط مؤشره على أغنية محمد عبدالوهاب من غير ليه.. ابتلعت قرص مهدئاً حتى تردد الأغنية .. يعلو صوته تدريجياً .. أنت مش تبطلى الأعمال ديه.. أنت جنسك إيه.. احمرت عيناه شاخصة ثم بصق على وجهها.. أنا مش عايز أشوفك.. حدقت فى وجهه ثم تقاطرت بعض الدموع الحارة .. خرج مسرعاً إلى عمله راكباً حماره متجهاً إلى زراعته.. جلست على الحصيرة مسندة ظهرها إلى جدار الحائط. تلملم ملابسها وملابس أسرتها القديمة ثم تغمسهم فى مياة الغسالة ضاغطة على مفتاح التشغيل .. تتوه عيناها بين عكار المية ولفات الملابس فوق المروحة .. التى تمرغها فى دهاليز صومعتها المعتمة.. مشعلة لمبة الجاز لكى تكشف عن باب الغرفة .. وجدته واقفاً بجلبابه الجديد الرجال يضربون الدفوف.. البنات يرقصن.. تجاهرت عالياً إحدى الفتيات.. مبروك عليك.. تلفظ بعزوبة.. بحبك.. ابتسمت .. عندما أبحر بين ضفة عينيكى ترتطم بى الأمواج التى ترمينى على شاطئ حبك.. امسك يدها حاول أن يظهر كنوزها المدسوسة.. فامتلك أسرارها التى كانت مغلقة.. فوجئت بصوت عال ..أفزع أحلامها فولت بالهروب.. إنه زوجها المزعج.. جهزت الأكل.. لا تتكلم.. صفق بيديه.. إنفلتت كلمة.. لا .. ليه ؟! لان الغسالة دايرة وأنا مقدرتش أقفلها ..إيه.. حدق فى وجهها ولم يستطع الانتظار .. فانهال عليها بالضرب.. فلتت من بين زراعيه مسرعة إلى الشارع.. تصرخ عالياً.. أنا حرة .. أنا حرة.. تزاحم الناس على الجسر.. يهمسون بعضهم البعض فى سيرتها التى فاحت فى القرية.. جلس على المصطبة يضرب كفاً بكف واضعاً يده على خده...
ــــــــــــ 
سيد عبدالعال سيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق