"أمة العربان"
أمةُ العربان غابت أصواتًك الهادرةُ
تفرقتم وأصبحتم قطعانا مبعثرةً
كنتِ للعالمينَ يوما قبلةً ومفخرةً
كم تغنينا للعروبةِ وبلادِنا العامرةُ
تسيدنا الحضارات بقلم ومسطرةُ
أمجادُ أجدادِنا لحالنِا مستنكرة
اندثرت ثقافتُنا ومكانتُها الزاخرةُ
تقزمنا و بين الشعوب أمةُ متأخرة
وهنت الأواصرُ وكُسرت الفاقرةُ
تصحرت أراضينا وبعد الخضارِ مقفرةُ
تباهى ابن العم بسلاحه وعتاده وعسكره
أوطانُنا باتت للأعداء كلها مستعمرة
صادقنا العدوَ وفي بيوتنا أقمنا معسكره
تحالفَ مع الشيطانِ أخوةُ لنا نافرة
فئة من بين الجموع متنمرة
ضل طريقهم بأفكارِ مُكفره
شت عقلُهم وما أحله اللهُ حرمه
تبنوا الخرابَ وتركوا سلاما ومرحمة
أفسدوا الكونَ وهدموا ما أمر اللهُ أن نعمره
تباً لأوطان باتت لأبنائها مقبرة
يلقاك أخوك بسلام وبالأخرى خنجره
لفظتنا البلدانُ كُلها وفي وجهنا مستنفرة
شربنا الهوانَ وتذوقنا الذلَ علقمة
تسيد العدو رقابَنا ووجُوهنا معفرة
أقمنا له صرحا بأيدينا يعتليه بمفخرة
أخوةُ من الأعرابِ أعدوا له معطرة
أقام أمجاده على أشلاء أمةِ مستهترة
دانت له الأوطانُ وسماؤه مقمره
فر حاميها تاركا بيته ومتجره
برك الحصانُ وفارسُ بلازمجرة
دق صهيوُن راياته في الوطن وأقبرَه
تساقطنا في براثنِه بلا شباكِ أو قنبلة
أوطاننا تقاذفتها تروسُ المعصرة
بالتْ عليها الكلابُ وملئت المحبرة
كُسرت الأقلامُ وتسيدنا مشعوذُ ومبخرةُ
يصرخ الأجدادُ في مقابرهم أخوةُ متناحرةُ
أوطان تجوع وأخرى بالنعمة كافرةُ
حباها اللهُ ثراءاً أضحوا ملوكا وأباطرة
جفت أرضُنا الحبلىَ كصحراءِ عاقره
لم نعِ درسَ الحياةِ ليت العقولَ نيرة
هلموا إلى موتِ بعزةِ أو حياةِ المكرمة
ضاعت الأوطانُ ومن اللهِ نطلبُ المغفرة
****
نصر سليمان محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق