(زمان الحب قد غَفا دون الرقاد)
كيف أكتب عن الحب .وغيري يختار الفراق
مازال في القلب غصة تشعل لهيب الإحتراق
مازال الامس يعيش الحاضر .كأنا بينهم إتفاق
والحياة مريرة وماكرة .وسكآنها هم أهل النفاق
تُشغلنا ببريق الوهم لبهرجها وتطعننا بالأعماق
أي حب سيأتي في زمن النفاق؟
القيود مُحكمة ومازلت عالقاُ فيها مشدوة الوثاق
هائماً في ظلام نفسي أعتنق الجرح .بلا إملاق
وترتجف المشاعر حين تصادف مواطن إشفاق
مازلت معزول في وحدتي حتي وأنا بين الرفاق
ولكن الأنين دائماً يغلُبني .بصرخات تهز الأفاق
ماذا جنيت أيها الجُرح العملاق؟
أحببت في زمن الكذب والوضاعة وسيرت منساق
أخلصت لمن أهدني جرحه .ويدّعي ألان الإشتياق
وافيت الصدق بالإخلاص .ولكن لم أعلم بأني عاق
غريب عن دنيا الهوي لا يملك غير دموع الأحداق
وجراح مازالت مستقرة في الحشا ..وتلتهم الأعماق
ليس لي في ذاك العشق نطاق !
فأنا رَبِيب الفراق والعزلة والظلام والليل والإحتراق
لا اُريد شيئ من الدنيا .ولا اُريد من العشق أي وفاق
فسكون الليل يفزعني ويؤرق أشجاني بدموع تنساق
لم أُخلق من أجل الحب والهوي ولاأريد موطن إشفاق
فأنا كفيل بالمضي وحدي والصعود من الظلمة للأفاق
لا وقت عندي يصلح لذاك الفراق!
فإن كنتِ حزمتي أمركِ علي الرحيل فحذاري أن تترددي في
قرارك بالإشفاق
لن يموت المرء إلآ مرة واحدة فهل يفيد السلخ بعد الذبح
والشوي في الإحتراق
لا وربي إن القلب يموت كمداً حين يباغت بألام الجرح ويندثر
حين يعلو النفاق
عاينت الهوي وعاينت الصدق .فلم أجد .بين الحب والوفاء
في زماننا هذا وفاق
وجدت الحَقيقَةُ تَنْجَلِيَ بأننا أمسينا ذئاب لا تصلح سوي للسلب
ومنازل الإهْرَاق
انقشَعَ الحب والقلب مطروح للإختراق!
أنا وأنت مازلنا هنا ...علي مائدة الفراق!
(بقلم/أحمد عبد الرحمن صالح أحمد )

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق