كاتب

كاتب

الأحد، 31 يناير 2016

( مع مصر ...لازال للتاريخ بها حكايات )***بقلم الكاتب ... محمد رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله
.................................................
مع مصر .. لازال للتاريخ بها حكايات
بقلم الكاتب / محمد رمضان 

...................................................
في محاولة لكتابة مقال جديد ، سعيت للإطلاع ؛ او بالأكثر دقة ؛ سعيت لإعادة استقراء الساحة الساسية الدولية ، وبشكل عفوي وجدتني احاول متابعة الحالة السياسية الداخلية في مصر، لقد تمت المرحلة الثالثة التي بها تتم بنائية او اعادة بنائية شكل الدولة المصرية بعد حدوث كثير من التصدع في بعض من بنائياتها الداخلية ، كان اخر تلك البنائية تتمثل في انتخاب مجلس للنواب يمثل الشعب ، لكن بقيت بعض مشكلات يري الكثيرون انها تمثل بعض تصدع من الخارج قد ينال من سلامة البنائية الداخلية ، وهي في كل حال وجهة نظر لها اعتبارها ،اذا ما تمثلت- في زمن- في مشكلة بناء سد النهضة الأثيوبي الذي – بحسب ماقيل- يمثل اشكالية خطيرة على الحياة المصرية شعبا وموارد داخلية اهمها عجز الكمية اللازمة طبيعيا من ماء النهر لمصر وبالتالي ما لذلك من اثر على البنية الزراعية بكل تنوعاتها الزراعية والحيوانية والبشرية ؛ وهو دون شك امر خطير ، على ان ما اعلنه وزيرالموارد المائية من وجود كمية ضخمة من المياه الجوفية تحت مساحة كبيرة من مصر يمكن الإستعواض بها عن مياه النهر التاريخي "النيل" ؛ لكن تبقي خطورة اخري تتمثل- بحسب بعض الخبراء- في اثر هذا النقص اوالعجز في كمية مياه النهر على طبيعة الإستخدام الأمثل للسد العالي والطاقة الكهربية الناتجة عنه وعلى جسم السد نفسه ، والملفت ان في مصر وفي حدود السلطة التنفيذية ؛ اقول توجد سلطة تنفيذية بالمعني الفني الدقيق تتمثل في الوزارة القائمة ايا كانت رئيسا وتشكيلا ، ثم هناك حكومة تنفيذية الشكل ؛ لكنها الأكبر والأقوي تنفيذيا وتشريعيا وتضم رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع الإنتاج الحربي ووزارة الداخلية وفي محور حول تلك السلطات الثلاث تنشط بشكل او بآخر وزارة الخارجية ، وتبقي في شبه استقلالية وان كانت غيرحقيقية وزارة المالية بكل عناصرها واهمها البنك المركزي المصري.
.......
لكن في ظل هذا التعداد لما يمكن ان نسميه القوي الوطنية العامة ، تبقي هنا في مصر ما يمكن ان نطلق عليه القوة الوطنية الذاتية – من الناحية الإقتصادية الذاتية- متمثلة في المدخرات الشعبية الخاصة لجموع افراد الشعب ، وهي تتعدي عدة اضعاف ميزانية الدولة حال تمام صلاحها اداريا كدولة، ومثلها الواضح فيما جري من مشاركة شعبية مالية جمعت في عدة ايام ما جاوز 60 مليار جنيه مصري ، وهذا في حدود ما ظهر من قيمة الإقتصاد الشعبي الذاتي خارج نطاق وامكانيات الدولة...
.......
لكن يبقي دائما في مصر اكثر منها في غيرها من دول العلم –وليس كلها بالقطع- ذلك القطاع العريض من الشعب المصري الذي يتجاوز تعداده اليومي اكثر من التسعين مليون شخص باعتبارآخر تعداد قومي ، واستطرادا ، فيكاد يكون التعداد المصري اكثر تعدادا سكانيا او بشريا بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط ؛ وكذا المحور الكبير الذي يضم دول الشرق الأوسط ، ولئن كان هذا التعداد يمثل حقيقة رقمية ؛ الا انه في واقع القوي الإقليمية هو تعداد له تقديره واعتباره بين كل القوي الإٌقليمية في الشرق الأوسط ، هذا اذا اضفنا له ان حوالي ثلثا -أو يزيد قليلا - هذا الرقم هم من الشباب القادرين موضوعيا ونوعيا على حمل السلاح، وفي ظل قوات مسلحة تعد القوة الحادية عشر على مستوي العالم ..
.......
وبعد، فلا يمكن اهمال ان نذكر وان نتذكر ان الطبيعة التاريخية للشعب المصري هي طبيعة خاصة من الناحية الغذائية ؛ ومن حيث طبيعة المكونات الغذائية التاريخية في حياة هذا الشعب ، فبخلاف كل شعوب العالم- هذا في الغالب- فهو شعب ليس مكلف غذائيا ، كما انه شعب ليس من الصعب تنظيمه وقيادته اداريا بأقل التكاليف المحددة لغيره من شعوب العالم دوليا ، وهو من جانب آخر ، شعب قد تمرس تاريخيا على ان يطال حقوقه ولو في حدودها الدنيا في اقسي وفي اصعب الظروف ، ويبقي متمسكا بالحياة ،حتي انه قد يقال ان الحياة اكثرتمسكا بهذا الشعب بأكثر من تمسكها بغيره من شعوب العالم..
ونضيف انه شعب ليس مستحيل ولا صعب القياد ؛ هذا بالإضافة الي –ربما حقيقة- تاريخية تذهب في كثيرمن مقولاتها الي ان رب الكون له رعاية خاصة لهذا الشعب ، ...
...
وعلى القارئ ان يلاحظ فيما اكتب هنا ، أنني احاول ان اجمع اغلب الحقائق التاريخية التي يعيش في ظلها هذا الشعب؛ والتي هي غالبا من صنعه فرعونيا واغريقيا وبطلميا ورومانيا وغيرها من الفرس والحيثيين وسواهم ؛ ثم يهوديا ومسيحيا ومن ثم واسلاميا ، وذلك رغم عديد من الهجمات الخارجية ؛ والتي بعضها نال هزيمة مريرة من الشعب والبعض الآخر تمكن من أن يدفع هذا الشعب الي ان يزدرد مرارات لا طاقة لغيره بازدرادها...
ثم ان من اهم الملفتات في حياة هذا الشعب انه قد استحال على اي ممن هاجمه او غزاه ان يفرض عليه الطابع القومي للمهاجم او الغازي ولاحتي من تيسر له احتلاله ، فقد انتهت جل تلك العناصر بشكل ظرفي- ايا كان امد بقائها في مصر- فخرجت ،وما بقي منها في مصر ، قام الجهاز الداخلي للشعب ؛ هضميا وعقليا ونفسيا ووجدانيا بتطويع كل مابقي من أثر أو آثار من الجميع ، فطوعها واعاد صياغتها ؛ ليس لتبدو مصرية ؛ بل قد حولها لتكون وكأنها بعض من كل من الأصول التاريخية وموروثاته مجتمعيا وعقيديا وشعبيا ، اقول وكأنها او هي بالفعل بعضا من المكونات والمتكونات الوطنية المصرية الأصيلة ..
من جانب آخر ، وتحديدا العقيدية ، ومن حيث ان محمدا عليه الصلاة والسلام كان دعوة نبي الله ابراهيم ، فمصر –كذا- كانت ولا زالت قرارا الهيا من خالق الكون في كل العقائد السماوية التي بعث بها الله –سبحانه- لهداية البشر في هذا الكون ، ثم كانت دعوة مستدامة في قرآنه الكريم لنحو خمس وعشرين مرة بعضها تصريحا واكثرها تلميحا ، فزاد محمد- عليه الصلاة والسلام- ما جاء بالقرآن تلميحا ، زاده تصريحا عبر الكثير من احاديثه النبوية..
وعلى البادي علميا ، ان مصر عامل او عنصر مشترك الديمومة بين خلق الله للكون البشري الذي نعرفه و الذي نتعارف عليه ، فهي بداية قد خرجت عن طوفان نوح، ثم كان ادريس "أخنوخ" المصري ؛ سابقا لنوح وهو-ادريس- الجيل الثالث من آدم والذي كلفه الله بنشر وحدانية الله عز وجل في الأرض ،فهو اول نبي بتكليف من الله ، ثم كانت مصر ممثلة في هاجر زوج ابراهيم الثانية هي الماعون الأول لخاتم الأنبياء محمد صل الله عليه وسلم ؛ وكانت الثانية حين طلق اسماعيل بن ابراهيم زوجته الأولي الجرهمية العربية من اليمن؛ وتزوج من مصرية بعدها لتكون الماعون الثاني – مصريا- لمحمد عليه الصلاة والسلام ، وليبقي ابراهيم وليد منطقة بلاد ما بين النهرين- العراق حاليا- هو الأب لكل الأنبياء حتي عيسي عليه السلام عن سارة زوج ابراهيم الأولي ، ثم محمد عليه الصلاة والسلام عن هاجر المصرية الزوج الثاني لإبراهيم ، وفي مكة وانحاء من شبه الجزيرة العربية يتوالد النسل الذي انتهي بمحمد خاتم انبياء الله الي العالمين، والذي قضي الله له بختم النبوة بلغة العرب التي نشأ وتربي بها وعليها كابرا عن كابر...
....
تُري ؛ هل اسوق تمايزا لمصر بين العالمين ؛ لاشك ربما اكون قائما بفعل ذلك، لكن من معطيات التاريخ البشري ، وبمرادات الله ، كان هذا التمايز لمصر ، وتبقي امام الشعب المصري ومن يلحق به ان يكون عند مرادات الله من خلقه دون تمرد ولا عصيان ..
....
ومع كل ذلك ؛ فتبقي ساحات المعارضة والنقد ،وربما الإستهجان مفتوحة للجميع ، وتبقي للقوة في كل الأحوال طاقاتها ؛ الي ما شاء رب العباد ان يكون...
...
لعلي في مقالتي هذه ، عزفت عن الإشارة او عن ذكر امثلة لبلاد عربية طغت عليها لغة الأجنبي – لأي ظرف كان- وربما بعض عاداته وتقاليده الغيرمتصلة بعادات وتقاليد تلك البلاد ؛ لكن الأجنبي تمكن من فرض بعض خصوصياته عليها ، لكن ذلك استحال عليه في مصر ،رغم نوعيته واحيانا قساوته ، واحيانا أخري رغم استطالة بقائه في مصر بكل عاداته وتقاليده ولغته ، لكنه لما أن خرج من مصر اخذها جميعا معه ، ومن بقي من الأجنبي فقد تمصر حتي صار عنصرا اصيلا منها وفيها....
................................
نلتقي بفضل الله في حديث تالي,
..................................
الكاتب والمحلل السياسي
"محمد رمضان"
28يناير 2016
.....................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق