( الانطلاق )
1- مولاتى
ذاتكِ تفنى فى ذاتى
وَأنتِ ميزانَ حياتى
يا سرَّ النورِ وحرَّ الجمراتِ
وإلهامَ الروحِ وميزلابَ القبلاتِ
ووجودى وقدسَ القدساتِ
الموجُ الدانى الأزرقُ آتِ
برياحِ الحسناتِ
ينسابُ نحوَ الأعماقِ
وأنت القاضى العاتى
و الخصمُ العدلُ الجائر
والقاصى والدانى
وأنت العاصى والطائع
و البستانُ اليانعُ
والقدرُ الحلوُ الجائع
ونورُ البهوِ الرائع
وأنت السلطانُ الحائر
الشارى قلبكِ والبائع
إذ فيكِ التئمَ الجرحُ النازى
والنازفُ بالأشواقِ من الأهاتِ
2- مولاتى
نتقابلُ فتتشابكُ أيدينا
وتتراقصُ أرجلُنا فأدنو وأدنو
وترنو سهامُ مجراتى
وتعلو سيولُ مخراتى
وشيامُ صنوبرِ منْ آهاتى
وهيامُ خناجرِ من دفقاتى
تهفو رجفاتى وتربو خفقاتى
وتحنو فالعالمُ يبدأُ منْ وصفِك
ويصفو يصفو منْ وجهِك
ويضفو بملاذ الدمعاتِ
ويسمو يرتسمُ حدودَ الآفاقِ
بفرجارِ الشمعاتِ ويغدو
كعبةَ عشقٍ للزوَّارِ
وغابةَ بلْسمِ نوَّارٍ شقْشاق
ودعابةُ أقحوانَ النغماتِ الوترية
وودعامةُ بيلسانَ المعزوفاتِ العطرية
تلمعُ فى الأحداقِ
نورًا أبيضَ يُسبينا
نهرًا فواحًا عذبًا رقراق
يخْطفُ منا مآقينا
وويرتشفُ حديقةَ شوقٍ
صفصافٍ وضفافَ ورودٍ خمرية
ويغلو نخيلٌ طبطابٌ وطاط
وقلبٌ صافٍ يجمعنا
تحتَ لواءِ فؤادينا
وسماؤك عرشٌ وبساطٌ رطراط
ووجه ٌ وسرورٌ فضفاضٌ براق
من قَسَمَاتِ النشواتِ
فى الصبحاتِ ويقسو
بخريفِ السنواتِ
وطنينِ النحلاتِ
ويصدحُ شحرورٌ زقزاق
نغمًا كذبذاباتٍ الهمساتِ السحرية
وصنوبرُ ضحاكٌ يهدلٌ منَّا آمانينا
3- مولاتى
صنفان بمشتاتى
قلبُك يهوى برجاءٍ وضَّاء
وفؤادى مجنونُ عطاء .
كتبها نور هادى
شاعر الفردوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق