كاتب

كاتب

الأربعاء، 2 مارس 2016

قصة قصيرة (الغريب ) *** سيد عبد العال سيد


قصة قصيرة (الغريب )

قادم من مكان بعيد .. يحمل لفة من القماش ..


يجول بها فى أرجاء القرية .. ينادى (حرير ليبيا) ...

تستوقفه إحدى النسوة .. هل يوجد فساتين ؟!.. نعم ..

يجلس تحت شجرة التوت .. تلتف حوله النساء ..

يقلبن الفساتين الملونة .. 


يحاور إحداهن عن مكان يأويه .. قالت اذهب إلي عم عتمان ..

سوف يدبر لك .. ينظر إليه .. والخدين السمينين ..


كنت أعيش فى بلاد الفرنجة ثم قامت الحرب مات الأهل ..

 تعلمت التجارة منذ صغرى .. أجول بها من مكان لآخر ..

أحسست بالاطمئنان هنا .. قال سوف تكون من أهل القرية ..

 تغمره السعادة .. ذات مساء يأتي بزوجته وأ هلها من النساء ..

 تخرج إحداهن بفستان فوق الرقبة .. مكشوفة الصدر ..

 تسير بين الأشجار ..تستمتع بالأزهار .. تبصر أعلى الشجرة .

. ترى تجمع العصافير من بينهم يمامة .. تحاول أن تفرقهم .

. فتصرخ اليمامة .. تتساقط العصافير .. تضحك .

. يراها عم عتمان .. تفتح أفاقاً في عالمه الوجداني

.. لكى تجلس بين مشاعره الصامته ..

 حدقت بنظرها إليه .. تساءل من أنت ؟! ...

 تبلل شفتيها الجافتين ثم تضغط على إحداهما

 تخرج من بينهما فاتن ..

يعود إلى منزله .. تطرق أفكاره ..

 يحاول أن يقابلها .. تراه من نافذتها الحديدية .

. تزين وجهها بالمساحيق .. تخرج بفستانها المثير .

. يتماشيان فى طريق مجهول للمارة .. يمسك يدها ..

 ترتعد من نظرته الحارة التي تفجر الأسوار بينهما ..

تبتسم .. يمرر يده على كتفها .. فيضمها إليه

.. ثم تتساقط أوراق الشجر على رأسيهما ..

ينشط عقل غريب فى تحقيق أمنياته .

. كى يضع أساس البيت الكبير .

. يجمع أصدقائه من الأماكن البعيدة ..

 ليوفر لهم مساحات كبيرة من الأرض ..

يلتقيان عند البحيرة .. يلوح على وجههما غربة .

. يقترب منها .. لا تستجيب .. يحاول ..


 تصفعه بيدها على خده .. يحمر وجهه ثم يتوعدها بالطرد...


سيد عبد العال سيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق